السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَإِذَا جَآءَتِ ٱلصَّآخَّةُ} (33)

{ فإذا جاءت } أي : كانت ووجدت لأنّ كل ما هو كائن لاقيك وجاء إليك { الصاخة } أي : صيحة القيامة وهي النفخة الثانية التي تصخ الأذن ، أي : تصمها لشدّة وقعتها . مأخوذة من صخه بالحجر أي : صكه به . وقال الزمخشري : صخ لحديثه مثل أصاخ فوصفت النفخة بالصاخة مجازاً ، لأنّ الناس يصخون لها . وقال ابن العربي : الصاخة التي تورث الصمم وإنها لمسمعة ، وهذا من بديع الفصاحة كقوله :

أصمني سرّهم أيام فرقتهم *** وهل سمعتم بسرّ يورث الصمما

وجواب { إذا } محذوف دل عليه قوله تعالى : { فإذا جاءت الصاخة } أي : اشتغل كل واحد بنفسه .