البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{إِذۡ هُمۡ عَلَيۡهَا قُعُودٞ} (6)

والظاهر أن الضمير في { إذ هم } عائد على الذين يحرقون المؤمنين ،

وكذلك في { وهم } على قول الربيع يعود على الكافرين ، ويكون هم أيضاً عائداً عليهم ، ويكون معنى { على ما يفعلون } : ما يريدون من فعلهم بالمؤمنين .

وقيل : أصحاب الأخدود محرق ، وتم الكلام عند قوله : { ذات الوقود } ، ويكون المراد بقوله : { وهم } قريش الذين كانوا يفتنون المؤمنين والمؤمنات ، وإذا العامل فيه قتل ، أي لعنوا وقعدوا على النار ، أو على ما يدنو منها من حافات الأخدود ، كما قال الأعشى :

تشب لمقرورين يصطليانها *** وبات على النار الندى والمحلق

{ شهود } : يشهد بعضهم لبعض عند الملك ، أي لم يفرط فيما أمر به ، أو شهود يوم القيامة على ما فعلوا بالمؤمنين ، يوم تشهد عليهم جوارحهم بأعمالهم .