البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَٱلسَّمَآءِ وَٱلطَّارِقِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الطارق

هذه السورة مكية ، ولما ذكر فيما قبلها تكذيب الكفار للقرآن ، نبه هنا على حقارة الإنسان ، ثم استطرد منه إلى أن هذا القرآن قول فصل جد ، لا هزل فيه ولا باطل يأتيه . ثم أمر نبيه بإمهال هؤلاء الكفرة المكذبين ، وهي آية موادعة منسوخة بآية السيف .

طرق يطرق طروقاً : أتى ليلاً ، قال امرؤ القيس :

ومثلك حبلى قد طرقت ومرضعاً-

وأصله الضرب ، لأن الطارق يطرق الباب ، ومنه المطرقة : وهي المبيعة ، واتسع فيه فكل ما جاء بليل يسمى طارقاً ، ويقال : أطرق فلان : أمسك عن الكلام ، وأطرق بعينيه : رمى بهما نحو الأرض .

{ والسماء } : هي المعروفة ، قاله الجمهور .

وقيل : السماء هنا المطر ، { والطارق } : هو الآتي ليلاً ، أي يظهر بالليل .

وقيل : لأنه يطرق الجني ، أي يصكه ، من طرقت الباب إذا ضربته ليفتح لك .

أتى بالطارق مقسماً به ، وهي صفة مشتركة بين النجم الثاقب وغيره .