أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{۞أَفَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ دَمَّرَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡۖ وَلِلۡكَٰفِرِينَ أَمۡثَٰلُهَا} (10)

شرح الكلمات :

{ أفلم يسيروا في الأرض } : أي أغفل هؤلاء المشركون فلم يسيروا في البلاد .

{ فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم } : أي كيف كانت نهاية الذين من قبلهم كعاد وثمود .

{ دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها } : أي دمر عليهم مساكنهم فأهلكهم وأولادهم وأموالهم وللكافرين أمثال تلك العاقبة السيئة .

المعنى :

قوله تعالى { أفلم يسيروا في الأرض } يوبخ تعالى المشركين المصرين على الشرك والكفر على إصرارهم على الشرك والعناد فيقول أغفلوا { أفلم يسيروا في الأرض فينظر كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم } كعاد وثمود وقوم لوط إذ دمر تعالى عليهم بلادهم فأهلكم وأولادهم وأموالهم فيعتبروا بذلك ، وقوله تعالى { وللكافرين } أمثال تلك العاقبة المدمّرة ، وعيد لكفار مكة بأن ينزل عليهم عقوبة كعقوبة الأولين إن لم يتوبوا من شكرهم وإصرارهم عليه ، وعنادهم فيه .

الهداية :

- تقرير قاعدة : العاقل من اعتبر بغيره .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{۞أَفَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ دَمَّرَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡۖ وَلِلۡكَٰفِرِينَ أَمۡثَٰلُهَا} (10)

قوله تعالى : { أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها 10 ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم 11 إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم 12 وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم } .

يحذر الله الكافرين شديد بطشه وانتقامه وأن يحل بهم من العذاب ما حل بالظالمين من قبلهم . والمعنى : ألم يسر هؤلاء المشركون المكذبون في أرض الكافرين الغابرين الذين سبقوهم كعاد وثمود وقوم لوط وغيرهم لكي يتعظوا ويعتبروا { فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم } أي فينظروا ما حل بالذين كفروا من قبلهم من العقاب ، فإن آثار العقاب والتدمير في ديارهم باقية ومنظورة . ثم بين الله ما حل بأولئك فقال : { دمر الله عليهم } أي أهلكهم الله ودمر عليهم منازلهم تدميرا واستأصلهم بقطع دابرهم { وللكافرين أمثالها } ذلك وعيد من الله لهؤلاء المشركين وهم كفار مكة . فقد توعدهم الله بمثل ما حل بالكافرين السابقين من البلاء إن لم يؤمنوا .