أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{إِنَّ ٱللَّهَ يُدۡخِلُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَتَمَتَّعُونَ وَيَأۡكُلُونَ كَمَا تَأۡكُلُ ٱلۡأَنۡعَٰمُ وَٱلنَّارُ مَثۡوٗى لَّهُمۡ} (12)

شرح الكلمات :

{ والذين كفروا يتمتعون ويأكلون } : أي بمُتع الدنيا من مطاعم ومشارب وملابس ويأكلون .

{ كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم } : أي كأكل الأنعام بنهم وازدراد والنار مأواهم .

المعنى :

وقوله تعالى { إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار } هذا وعد من الله تعالى لأهل الإِيمان والعمل الصالح بأن يدخلهم يوم القيامة جنات أي بساتين تجري من تحت قصورها وأشجارها الأنهار وقوله { والذين كفروا يتمتعون } في الدنيا بملاذها وشهواتها ، { ويأكلون كما تأكل الأنعام } إذ ليس لهم هَمٌ إلا بطونهم وفروجهم ، ولذا هم لا يلتفتون إلى الآخرة . { والنار مثوى لهم } أي مقام ومنزل ومصير ، وهذا وعيد شديد للكافرين ، وهذا هو الترغيب والترهيب الذي هو سمة بارزة في أسلوب القرآن في الهداية البشرية .

الهداية :

- بيان الفرق بين الماديين وأهل الإِيمان والاستقامة على منهج الإِسلام .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{إِنَّ ٱللَّهَ يُدۡخِلُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَتَمَتَّعُونَ وَيَأۡكُلُونَ كَمَا تَأۡكُلُ ٱلۡأَنۡعَٰمُ وَٱلنَّارُ مَثۡوٗى لَّهُمۡ} (12)

قوله : { إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار } ذلك وعد من الله لعباده المؤمنين الذين يطيعون ربهم فيأتمرون بأوامره ويلتزمون شرعه وأحكام دينه ، أن يجزيهم خير الجزاء وهي الجنة بخيراتها وبركاتها وأنهارها السائحة المناسبة تحت قصورها ومن بين أشجارها .

قوله : { والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام } الكافرون لا همة لهم ولا بغية إلا اللذات والشهوات والاستمتاع بالطيبات وجمع الأموال والثروات بعضها فوق بعض ، فهم لا يعبأون بغير الحياة الدنيا وزينتها وأثاثها ورياشها وإطالة المقام فيها ، فهم بذلك لاهون تمام اللهو عما وراء ذلك من حساب يوم القيامة حيث الأهوال والأفزاع وعظائم الأمور . وشأن الكافرين في ذلك كله شأن الأنعام التي لا تعي ولا تعقل ، فهي إنما يهمها الأكل والشرب والاعتلاف والنزو . وبقدر ما يتزود المؤمنون من زاد العقيدة والتقوى والإعداد ليوم الحساب ، فإن الكافرين لا تنشغل قلوبهم وعقولهم إلا في لذة البطون والفروج والاستمتاع بكثرة الأموال المركومة ، والمباني المنيفة ، والمراكب الفارهة الفاخرة . فمثلهم في ذلك مثل الأنعام التي تأكل وتشرب وترتع حتى تساق إلى الذبح أو الهلاك . وكذا الكافرون يأكلون ويتمتعون حتى يصيرون إلى حطام القبور .