أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{هُدٗى وَرَحۡمَةٗ لِّلۡمُحۡسِنِينَ} (3)

شرح الكلمات :

{ هدى ورحمة } : أي هو هدى يهتدي به ورحمة يرحم بها .

{ للمحسنين } : أي الذين يراقبون الله تعالى في كل شؤونهم إذ هم الذين يجدون الهدى والرحمة في القرآن الكريم أما غيرهم من أهل الشرك والمعاصي فلا يجدون ذلك .

المعنى :

وقوله : { هدى ورحمة للمحسنين } أي هو بيان هداية ورحمة تنال المحسنين وهم الذين أحسنوا عبادتهم لربهم فخلصوها من الشرك والرياء وأتوا بها على الوجه المرضي لله تعالى وهو ما بينه رسوله صلى الله عليه وسلم من كيفيات العبادات وبيان فعلها وأدائها عليه .

الهداية :

من الهداية :

- بيان أن القرآن بيان للهدى المنجي المسعد ورحمة لمن آمن به وعمل بما فيه .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{هُدٗى وَرَحۡمَةٗ لِّلۡمُحۡسِنِينَ} (3)

ولما كان الإحسان ما دعت إليه سورة الروم من الإيمان بلقاء الله ، منزهاً عن شوائب النقص ، موصوفاً{[53606]} بأوصاف الكمال ، معبوداً{[53607]} بما شرعه على وجه الإخلاص ، والانقياد مع الدليل كيفما توجه ، والدوران{[53608]} معه كيفما دار ، وكان ذلك هو عين الحكمة ، قال تعالى : { هدى } أي حال كونها أو كونه بياناً متقناً { ورحمة } أي حاملاً على القيام بكل ما دعا إليه ، والتقدير على قراءة حمزة{[53609]} بالرفع : هي أو{[53610]} هو ، و{[53611]} قال : { للمحسنين } إشارة إلى أن من حكمته أنه خاص في هذا الكمال وضعاً{[53612]} للشيء في محله بهذا الصنف ، وهم الذين لزموا التقوى فأدتهم إلى الإحسان ، وهو عبادته تعالى على المكاشفة والمراقبة فهي له أو هو لها آخر ،


[53606]:من مد، وفي الأصل وظ وم: موصوف.
[53607]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: معبود.
[53608]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: الدوار.
[53609]:راجع نثر المرجان 5/319.
[53610]:سقط من ظ.
[53611]:زيد من ظ وم ومد.
[53612]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: وصف.