{ إنا أرسلناك بالحق } : أي بالدين الحق والهدى والكتاب .
{ وإن من أمة إلا خلا فيها نذير } : أي سلف فيها نبيُّ ينذرها .
وقوله تعالى { إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً } بهذا الخبر يقرر تعالى رسالة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وأنه أرسله بالهدى ودين الحق بشيراً لمن آمن به واتبع هداه بالجنة ، ونذيراً لمن كفر به وعصاه بالنار . وقوله { وإن من أُمة إلا خلا فيها نذير } ، يخبر تعالى أن رسوله محمداً ليس الرسول الوحيد الذي أرسل في أمة بل إنه ما من أمة من الأمم إلا مضى فيها نذير ، فلا يكون إرساله عجباً لكفار قريش إذ هذه سنة الله تعالى في عباده يرسل إليهم من يهديهم إلى نجاتهم وسعادتهم ثم قال لرسوله صلى الله عليه وسلم معزياً له مسلياً .
- تقرير نُبوَّة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وتأكيد رسالته .
ولما كان صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة ، وكان الاقتصار على هذا الوصف ربما أوهم غير ذلك ، أتبعه قوله بياناً لعظمته صلى الله عليه وسلم بالالتفات إلى مظهر العظمة لأن عظمة الرسول من عظمة المرسل فنذارته رحمة : { إنا } أي بما لنا من العظمة { أرسلناك } أي إلى هذه الأمة إرسالاً مصحوباً { بالحق } أي الأمر الكامل في الثبات الذي يطابقه الواقع ، فإن من نظر إلى كثرة ما أوتيته من الدلائل علم مطابقة الواقع لما تأمر به ، والتقدير بالمصدر يفهم أن الرسالة حق ، وكلاًّ من المرسل والرسول محق { بشيراً } أي لمن أطاع { ونذيراً } أي لمن عصى ، والعطف بالواو للدلالة على العراقة في كل من الصفتين .
ولما كان مما يسهل القياد ويضعف الجماح التأسية ، قال مؤكداً دفعاً لاستبعاد الإرسال إلى جميع الأمم : { وإن } أي والحال أنه ما { من أمة } من الأمم الماضية { إلا خلا فيها نذير * } أرسلناه إليهم بشيراً ونذيراً إما بنفسه وإما بما أبقى في أعقابهم من شرائعه من أقواله وأفعاله ورسومه مع ما لهم من العقول الشاهدة بذلك ، والنذارة دالة على البشارة ، واقتصر عليها لأنها هي التي تقع بها التسلية لما فيها من المشقة ، ولأن من الأنبياء الماضين عليهم السلام من تمحضت دعوته للنذارة لأنه لم ينتفع أحد ببشارته لعدم اتباع أحد منهم له .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.