أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{أَمَّنۡ هَٰذَا ٱلَّذِي هُوَ جُندٞ لَّكُمۡ يَنصُرُكُم مِّن دُونِ ٱلرَّحۡمَٰنِۚ إِنِ ٱلۡكَٰفِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ} (20)

شرح الكلمات :

{ جند لكم } : أي أعوان لكم .

{ من دون الرحمن } : أي غيره تعالى يدفع عنكم عذابه .

{ إن الكافرون } : أي ما الكافرون .

{ إلا في غرور } : غرهم الشيطان بأن لا عذاب ينزل بهم .

المعنى :

ما زال السياق الكريم في مطلب هداية كفار قريش . فقال تعالى مخاطباً لهم { أمن هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمن ؟ } أي من هذا الذي هو جند لكم أيها المشركون بالله تعالى ينصركم من دون الرحمن أن أراد الرحمن بكم سوءاً فيدفعه عنكم . وقوله تعالى { إن الكافرون إلا في غرور } أي ما الكافرون إلا في غرور أوقعهم الشيطان فيه زين لهم الشرك ووعدهم ومناهم أنه لا حساب ولا عقاب ، وان آلهتهم تشفع لهم .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{أَمَّنۡ هَٰذَا ٱلَّذِي هُوَ جُندٞ لَّكُمۡ يَنصُرُكُم مِّن دُونِ ٱلرَّحۡمَٰنِۚ إِنِ ٱلۡكَٰفِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ} (20)

ولما كان التقدير تقريراً لذلك : فمن يدبر مصالحكم ظاهراً وباطناً ، وفعل هذه الأنواع من العذاب بالمكذبين من قبلكم ، عطف عليه قوله عائداً إلى الخطاب لأنه {[67011]}أقعد في التبكيت{[67012]} والتوبيخ ، وأدل على أن المخاطب ليس بأهل لأن يهاب ، مقرراً لأنه مختص بالملك : { أمن } ونبه على أن المدبر للأشياء لا بد أن يكون في غاية القرب والشهادة لها ، ليكون بصيراً برعيها ، ويكون مع مزيد قربه ، عالي الرتبة بحيث يشار إليه ، فقال مقرراً لعجز العباد : { هذا } بإشارة الحاضر { الذي } وأبرز العائد ، لأنه لا بد من إبرازه مع الاسم بعدم صلاحه لتحمل الضمير ، فقال : { هو جند } أي عسكر وعون ، وصرف القول عن الغيبة إلى الخطاب ، لأنه أبلغ في التقريع ، فقال : { لكم ينصركم } أي على من يقصدكم بالخسف والحصب وغيرهما ، ويجوز أن يكون التقدير : ألكم إله يدبر مصالحكم غيرنا ، أم كان الذي عذب من كذب الرسل سوانا ، أم لكم جند يصار إليه ينصركم دوننا ، كما قال تعالى :

{ أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا{[67013]} }[ الأنبياء : 43 ] ولكنه أخرجه مخرج الاستفهام عن تعيين الجند ، تعريفاً بأنهم لغاية جهلهم ، اعتقدوا{[67014]} أن لهم من أجناد{[67015]} الأرض أو السماء من ينصرهم ، وإلا لما كانوا آمنين .

ولما كانت المراتب متضائلة عن جنابه متكثرة جداً ، قال تعالى مشيراً بالحرف والظرف إلى ذلك ، منبهاً على ظهوره سبحانه فوق كل شيء ، لم يقدر أحد ولا يقدر أن ينازعه في ذلك ، ولا في أنه مستغرق لكل ما دونه من المراتب : { من دون الرحمن } إن{[67016]} أرسل عليكم{[67017]} عذابه ، وأظهر ولم يضمر بعثاً على استحضار ما له من شمول الرحمة{[67018]} ، وتلويحاً إلى التهديد{[67019]} بأنه لو قطعها عن{[67020]} أحد ممن أوجده ، عمه الغضب كله ، ولذلك قال مستنتجاً عنه تنبيهاً على أن {[67021]}رفع المضار وجمع المسار{[67022]} ليس إلا بيده ، لأنه المختص بالملك{[67023]} : { إن } أي ما ، وأبرز الضمير تعميماً وتعليقاً للحكم بالوصف{[67024]} ومواجهة بذلك ، لأنه أقعد {[67025]}في التوبيخ{[67026]} فقال : { الكافرون } أي العريقون في الكفر ، وهم من يموت عليه { إلا في غرور * } أي قد أحاط بهم فلا خلاص لهم منه ، وهو أنهم يعتمدون على غير معتمد .


[67011]:- من ظ وم، وفي الأصل: بالتبكييت.
[67012]:- من ظ وم، وفي الأصل: بالتبكييت.
[67013]:- من ظ وم، وفي الأصل: دونها.
[67014]:-زيدت الواو في الأصل ولم تكن في ظ وم فحذفناها.
[67015]:- من ظ وم، وفي الأصل: جند.
[67016]:- من ظ وم، وفي الأصل: أي.
[67017]:- من ظ وم، وفي الأصل: عليهم.
[67018]:- من ظ وم، وفي الأصل: الرحمن.
[67019]:- من ظ وم، وفي الأصل: التشديد.
[67020]:-زيد من ظ وم.
[67021]:- من ظ وم، وفي الأصل: جميع المسار والمضار ليس لشيء منها .
[67022]:- من ظ وم، وفي الأصل: جميع المسار والمضار ليس لشيء منها .
[67023]:- زيد من ظ وم.
[67024]:- من ظ وم، وفي الأصل: للوصف.
[67025]:- من ظ وم، وفي الأصل: للتوبيخ.
[67026]:- من ظ وم، وفي الأصل: للتوبيخ.