أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{وَقَالُواْ لَوۡ شَآءَ ٱلرَّحۡمَٰنُ مَا عَبَدۡنَٰهُمۗ مَّا لَهُم بِذَٰلِكَ مِنۡ عِلۡمٍۖ إِنۡ هُمۡ إِلَّا يَخۡرُصُونَ} (20)

شرح الكلمات :

{ أم آتيناهم كتابا من قبله } : أي أم أنزلنا عليهم كتابا قبل القرآن .

المعنى :

وقوله تعالى : { وقالوا لو شاء الرحمان ما عبدناهم } . أي قال أولئك المشركون المفترون لمن أنكر عليهم عبادة الملائكة وغيرها من الأصنام قالوا : لو شاء الرحمان منا عدم عبادتهم ما عبدناهم .

قال تعالى في الرد عليهم { ما لهم بذلك من علم } أي ليس لهم أي علم برضا الله تعالى بعبادتهم لهم ، ما هم في قولهم ذلك إلا يخرصون أي يقولون بالخرص والكذب إذ العلم يأتي من طريق الكتاب أو النبي ولا كتاب عندهم ولا نبي فيهم قال بقولتهم ، ولذا قال تعالى منكراً عليهم قولتهم الفاجرة { أم آتيناهم كتابا فهم به مستمسكون } ؟ .

الهداية :

من الهداية :

- حرمة القول على الله بدون علم فلا يحل أن يُنسب إلى الله تعالى شيء لم ينسبه هو تعالى لنفسه .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَقَالُواْ لَوۡ شَآءَ ٱلرَّحۡمَٰنُ مَا عَبَدۡنَٰهُمۗ مَّا لَهُم بِذَٰلِكَ مِنۡ عِلۡمٍۖ إِنۡ هُمۡ إِلَّا يَخۡرُصُونَ} (20)

قوله تعالى : " وقالوا لو شاء الرحمن " يعني قال المشركون على طريق الاستهزاء والسخرية : لو شاء الرحمن على زعمكم ما عبدنا هذه الملائكة . وهذا منهم كلمة حق أريد بها باطل . وكل شيء بإرادة الله ، وإرادته تجب وكذا علمه فلا يمكن الاحتجاج بها ، وخلاف المعلوم والمراد مقدور وإن لم يقع . ولو عبدوا الله بدل الأصنام لعلمنا أن الله أراد منهم ما حصل منهم . وقد مضى هذا المعنى في الأنعام عند قوله : " سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا " {[13609]} [ الأنعام : 148 ] وفي " يس " : " أنطعم من لو يشاء الله أطعمه " {[13610]} [ يس : 47 ] . وقوله : " ما لهم بذلك من علم " مردود إلى قوله " وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا " [ الزخرف : 19 ] أي ما لهم بقولهم : الملائكة بنات الله - من علم قال قتادة ومقاتل والكلبي . وقال مجاهد وابن جريج : يعني الأوثان ، أي ما لهم بعبادة الأوثان من علم . " من " صلة . " إن هم إلا يخرصون " أي يحدسون ويكذبون ، فلا عذر لهم في عبادة غير الله عز وجل . وكان من ضمن كلامهم أن الله أمرنا بهذا أو رضي ذلك منا ، ولهذا لم ينهنا ولم يعاجلنا بالعقوبة .


[13609]:راجع ج 7 ص 128. راجع ج 15 ص 37.
[13610]:?????