فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَقَالُواْ لَوۡ شَآءَ ٱلرَّحۡمَٰنُ مَا عَبَدۡنَٰهُمۗ مَّا لَهُم بِذَٰلِكَ مِنۡ عِلۡمٍۖ إِنۡ هُمۡ إِلَّا يَخۡرُصُونَ} (20)

{ وَقَالُواْ لَوْ شَاء الرحمن مَا عبدناهم } هذا فنّ آخر من فنون كفرهم بالله جاءوا به للاستهزاء ، والسخرية ، ومعناه : لو شاء الرحمن في زعمكم ما عبدنا هذه الملائكة ، وهذا كلام حقّ يراد به باطل ، وقد مضى بيانه في الأنعام ، فبيّن سبحانه جهلهم بقوله : { مَّا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ } أي ما لهم بما قالوه من أن الله لو شاء عدم عبادتهم للملائكة ما عبدوهم من علم ، بل تكلموا بذلك جهلاً ، وأرادوا بما صورته صورة الحقّ باطلاً ، وزعموا أنه إذا شاء ، فقد رضي . ثم بيّن انتفاء علمهم بقوله : { إِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ } أي ما هم إلاّ يكذبون ، فيما قالوا ، ويتمحلون تمحلاً باطلاً . وقيل الإشارة بقوله : { ذلك } إلى قوله : { وَجَعَلُواْ الملائكة الذين هُمْ عِبَادُ الرحمن إناثا } . قاله قتادة ، ومقاتل ، والكلبي ، وقال مجاهد ، وابن جريج أي : ما لهم بعبادة الأوثان من علم .

/خ20