غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَقَالُواْ لَوۡ شَآءَ ٱلرَّحۡمَٰنُ مَا عَبَدۡنَٰهُمۗ مَّا لَهُم بِذَٰلِكَ مِنۡ عِلۡمٍۖ إِنۡ هُمۡ إِلَّا يَخۡرُصُونَ} (20)

1

ثم حكى نوعا آخر من كفرهم وشبهاتهم وهو أنهم { قالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم } أي الملائكة والأصنام نظير ما مر في آخر الأنعام { سيقول الذين أشركوا } [ الآية : 148 ] . واستدلال المعتزلة به ظاهر لأنه ذمهم بقوله { ما لهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون } أجاب الزجاج عنه بأن قوله { ما لهم بذلك من علم } عائد إلى قولهم الملائكة بنات الله ، والمراد لو شاء الرحمن ما أمرنا بعبادتهم كقولهم { والله أمرنا بهم } [ الأعراف : 28 ] فلهذا أنكر الله عليهم قاله الواحدي في بسيطه . وقيل : قالوها استهزاء ، وزيفه جار الله بأنه لا يتمشى في أقوالهم المتقدمة وإلا كانوا صادقين مؤمنين . وجعل هذا الأخير وحده مقولاً على وجه الهزء دون ما قبله تعويج لكتاب الله . وتمام البحث بين الفريقين مذكور في " الأنعام " وإنما قال في الجاثية { إن هم إلا يظنون } لأن هذا كذب محض وهناك خلطوا الصدق بالكذب ، صدقوا في قولهم { نموت ونحيى } وكذبوا في قولهم { وما يهلكنا إلا الدهر } [ الجاثية :24 ] وكانوا شاكين في أمر البعث .

/خ30