ثم حكى نوعا آخر من كفرهم وشبهاتهم وهو أنهم { قالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم } أي الملائكة والأصنام نظير ما مر في آخر الأنعام { سيقول الذين أشركوا } [ الآية : 148 ] . واستدلال المعتزلة به ظاهر لأنه ذمهم بقوله { ما لهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون } أجاب الزجاج عنه بأن قوله { ما لهم بذلك من علم } عائد إلى قولهم الملائكة بنات الله ، والمراد لو شاء الرحمن ما أمرنا بعبادتهم كقولهم { والله أمرنا بهم } [ الأعراف : 28 ] فلهذا أنكر الله عليهم قاله الواحدي في بسيطه . وقيل : قالوها استهزاء ، وزيفه جار الله بأنه لا يتمشى في أقوالهم المتقدمة وإلا كانوا صادقين مؤمنين . وجعل هذا الأخير وحده مقولاً على وجه الهزء دون ما قبله تعويج لكتاب الله . وتمام البحث بين الفريقين مذكور في " الأنعام " وإنما قال في الجاثية { إن هم إلا يظنون } لأن هذا كذب محض وهناك خلطوا الصدق بالكذب ، صدقوا في قولهم { نموت ونحيى } وكذبوا في قولهم { وما يهلكنا إلا الدهر } [ الجاثية :24 ] وكانوا شاكين في أمر البعث .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.