ثم قال تعالى : { وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم } أي : وقال هؤلاء المشركون{[61341]} : لو شاء الرحمن ، ما عبدنا أوثاننا{[61342]} من دونه ، وإنما لم تحل بنا العقوبة على عبادتنا إياها لرضاه عنا .
قال مجاهد : لو شاء الرحمن ما عبدناهم يعني الأوثان{[61343]} ، والمعنى : هو أمرنا{[61344]} بعبادتها ، دل على ذلك : قوله : { ما لهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون } ، أي : يكذبون . فهذا الرد عليهم لا يحتمل أن يكون رد الظاهر{[61345]} من{[61346]} قولهم : { لو شاء الرحمن ما عبدناهم } لأنه قول صحيح لا يرد ولا ينكر . كما أن قولهم – إذ سُئلُوا عمن{[61347]} خلق السموات والأرض فقالوا خلقهن العزيز العليم لا يرد ولا ينكر .
ثم قال تعالى : { ما لهم بذلك من علم } هذا مردود إلى أول الآية .
والتقدير : { وجعلوا الملائكة الذين هم عند الرحمن إناثا } { مالهم بذلك من علم } ، أي : ما لهم بقولهم الملائكة إناثا من علم ، وقيل : إن ذلك مردود على ما قبله ، والتقدير : وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدنا هذه الأوثان ، ثم قال الله : ما لهم بذلك من علم ، أي : من عذر يقوم لهم في عبادتهم الأوثان لأنهم{[61348]} رأوا أن ذلك عذرهم{[61349]} . فرد الله عز وجل عليهم .
فالمعنى : ما لهم من علم بحقيقة ما يقولون ( من ذلك ){[61350]} ، إنما يقولونه تخرصا واختراعا من عند أنفسهم لأنهم لا خبر عندهم من الله عز وجل أن الله سبحانه شاء عبادتهم الأوثان{[61351]} ، ورضي بذلك منهم .
ثم قال تعالى : { إن هم إلا يخرصون } أي : يخرصون ويكذبون في قولهم : لو شاء الرحمن ما عبدنا هذه الأوثان .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.