أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري  
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ وَيۡلَكُمۡ ثَوَابُ ٱللَّهِ خَيۡرٞ لِّمَنۡ ءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗاۚ وَلَا يُلَقَّىٰهَآ إِلَّا ٱلصَّـٰبِرُونَ} (80)

شرح الكلمات :

{ وقال الذين أوتوا العلم } : أي أعطوا العلم الديني بمعرفة الله والدار الآخرة وموجبات السعادة والشقاء .

{ ويلكم } : أي حضر ويلكم وهلاككم بتمنيكم المال وزخرف الدنيا .

{ ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحاً } : أي ما عند الله من جزاء للمؤمنين العاملين الصالحات وهو الجنة خير من حطام الدنيا الفاني .

{ ولا يلقاها إلا الصابرون } : أي ولا يوفق لقول هذه الكلمة وهي ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحاً إلا الصابرون على الإِيمان والتقوى .

المعنى :

{ وقال الذين أوتوا العلم } أي الشرعي الديني العالمون بالدنيا والآخرة . وأسباب السعادة والشقاء في كل منهما قالوا ما أخبر تعالى به عنهم في قوله : { ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحاً } أي ويحكم هلكتم إن كنتم تؤثرون هذا الفاني على الباقي { ثواب الله } وهو الجنة خير من هذا الزخرف الفاني { لمن آمن وعمل صالحاً } ولازم وذلك أنه ترك الشرك والعاصي ، وقوله تعالى : { ولا يلقاها } أي هذه الجملة من الكلام : { ثواب الله خير لمن آمن } بربه { وعمل صالحاً } في حياته بأداء الفرائض والنوافل وترك المحرمات والرذائل أي ولا يلقى هذه الكلمة { إلا الصابرون } من أهل الإِيمان والتقوى هم الذين يلقنهم الله إياها فيقولونها الصفاء أرواحهم وزكاة أنفسهم .

الهداية :

- بيان موقف أهل العلم الديني وأنهم رُشَّد أي حكماء يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر .