البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ وَيۡلَكُمۡ ثَوَابُ ٱللَّهِ خَيۡرٞ لِّمَنۡ ءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗاۚ وَلَا يُلَقَّىٰهَآ إِلَّا ٱلصَّـٰبِرُونَ} (80)

{ وقال الذين أوتوا العلم } ، منهم : يوشع ، والعلم : معرفة الثواب والعقاب ، أو التوكل ، أو الإخبار ، أقوال .

{ ويلكم } : دعاء بالشر .

{ ثواب الله } : وهو ما أعده في الآخرة للمؤمن { خير } مما أوتي قارون .

{ ولا يلقاها } : أي هذه الحكمة ، وهي معرفة ثواب الله ، وقيل : الجنة ونعيمها .

وقيل : هذه المقالة ، وهي قولهم : { ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحاً } ، وبخهم بها .

{ إلا الصابرون } على الطاعات وعلى قمع أنفسهم عن الشهوات .

تقدم طرف من خبر قارون وحسده لموسى .

ومن حسده أنه جعل لبغي جعلاً ، على أن ترمي موسى بطلبها وبزنائها ، وأنها تابت إلى الله ، وأقرت أن قارون هو الذي جعل لها جعلاً على رمي موسى بذلك .