فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ وَيۡلَكُمۡ ثَوَابُ ٱللَّهِ خَيۡرٞ لِّمَنۡ ءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗاۚ وَلَا يُلَقَّىٰهَآ إِلَّا ٱلصَّـٰبِرُونَ} (80)

{ وقال الذين أوتوا العلم } بما وعد الله في الآخرة ، وهم أحباري بني إسرائيل قالوا للذين تمنوا { ويلكم } كلمة زجر منصوبة بمقدر ، أي ألزمكم الله ويلكم ، قاله الزمخشري ، ومثله في التبيان ، وأصل ويلك الدعاء بالهلاك ، ثم استعمل في الزجر والردع والبعث على ترك ما لا يرضي .

{ ثواب الله } في الآخرة بالجنة { خير لمن آمن وعمل صالحا } مما أوتي قارون في الدنيا ، لأن الثواب منافعه عظيمة ، خالصة عن شوائب المضار دائمة ، وهذه النعم على الضد في هذه الصفات فلا تتمنوا عرض الدنيا الزائل الذي لا يدوم ، وهذا بيان للمفضل عليه .

{ ولا يلقاها } أي هذه الكلمة التي تكلم بها الأحبار وقيل : الضمير يعود إلى الأعمال الصالحة ، وقيل إلى الجنة ، والمعنى لا يفهمها ويوقف عليها للعمل لها { إلا الصابرون } على طاعة الله ، والمصبرون أنفسهم عن الشهوات ، الراضون بقضاء الله في كل ما قسم من المنافع والمضار .