اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ وَيۡلَكُمۡ ثَوَابُ ٱللَّهِ خَيۡرٞ لِّمَنۡ ءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗاۚ وَلَا يُلَقَّىٰهَآ إِلَّا ٱلصَّـٰبِرُونَ} (80)

فقالوا للذين تمنوا :

{ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ الله خَيْرٌ } من هذه النعم ، أي : ما عند الله من الجزاء والثواب { خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ } وصدَّق بتوحيد الله وعمل صالحاً ، لأن للثواب منافع عظيمة خالصة عن شوائب المضار دائمة ، وهذه النِّعم على الضد في هذه الصفات{[40859]} .

قوله{[40860]} : «وَيْلَكُمْ » : منصوب بمحذوف ، أي : «ألْزَمَكُمُ اللَّهُ وَيْلَكُمْ »{[40861]} ، قال الزمخشري : ويلك أصله الدعاء بالهلاك ، ثم استعمل في الزجر والرَّدع والبعث على ترك ما يضر{[40862]} .

قوله : «وَلاَ يُلَقَّاهَا » أي : هذه الخصلة وهي الزهد في الدنيا والرغبة فيما عند الله . وقيل : الضمير يعود إلى ما دل عليه قوله : { آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً } يعني هذه الأعمال لا يؤتاها إلا الصَّابرون{[40863]} ( وقال الزجاج : ولا يُلَقَّى هذه الكلمة وهي قولهم : { ثَوَابُ الله خَيْرٌ } إلا الصَّابرُونَ{[40864]} ){[40865]} على أداء الطاعات والاحتراز عن المحرمات ، وعلى الرِّضا بقضاء الله في{[40866]} كل ما قسم من المنافع والمضار{[40867]} .


[40859]:انظر الفخر الرازي 25/18.
[40860]:في الأصل: فصل.
[40861]:انظر التبيان 2/1026.
[40862]:في الكشاف: على ترك ما لا يرضى. الكشاف 3/179.
[40863]:انظر الفخر الرازي 25/18.
[40864]:معاني القرآن وإعرابه 4/156.
[40865]:ما بين القوسين سقط من ب.
[40866]:في ب: و.
[40867]:انظر الفخر الرازي 25/18.