التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{فَقَضَىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَٰوَاتٖ فِي يَوۡمَيۡنِ وَأَوۡحَىٰ فِي كُلِّ سَمَآءٍ أَمۡرَهَاۚ وَزَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنۡيَا بِمَصَٰبِيحَ وَحِفۡظٗاۚ ذَٰلِكَ تَقۡدِيرُ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡعَلِيمِ} (12)

{ فقضاهن سبع سموات } أي : صنعهن والضمير للسموات السبع وانتصابها على التمييز تفسيرا للضمير وأعاد عليها ضمير الجماعة المؤنثة لأنها لا تعقل فهو كقولك : الجذوع انكسرت وجمعهما جمع المفكر العاقل في قوله : { طائعين } لأنه وصفهما بالطوع وهو فعل العقلاء فعاملهما معاملتهم فهو كقولك : { رأيتهم لي ساجدين } [ يوسف : 4 ] ، وأعاد ضمير التثنية في قوله : { قالتا أتينا } لأنه جعل الأرض فرقة والسماء أخرى .

{ وأوحى في كل سماء أمرها } أي : أوحى إلى سكانها من الملائكة وإليها نفسها ما شاء من الأمور التي بها قوامها وصلاحها وأضاف الأمر إليها لأنه فيها .

{ وزينا السماء الدنيا بمصابيح } يعني : الشمس والقمر والنجوم وهي زينة للسماء الدنيا سواء كانت فيها أو فيما فوقها من السموات .

{ وحفظا } تقديره وحفظناها حفظا ويجوز أن يكون مفعولا من أجله على المعنى كأنه قال : وخلقنا المصابيح زينة وحفظا .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{فَقَضَىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَٰوَاتٖ فِي يَوۡمَيۡنِ وَأَوۡحَىٰ فِي كُلِّ سَمَآءٍ أَمۡرَهَاۚ وَزَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنۡيَا بِمَصَٰبِيحَ وَحِفۡظٗاۚ ذَٰلِكَ تَقۡدِيرُ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡعَلِيمِ} (12)

قوله : { فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ } { سَبْعَ } منصوب على البدل من الهاء والنون في قوله : { فَقَضَاهُنَّ } {[4050]} أي أكمل خلقهن وأحكمهن في يومين سوى الأيام الأربعة التي أتم فيها خلق الأرض ، فكان خلْق السماوات والأرض في ستة أيام ، والله سبحانه وتعالى أعلم بطول الواحد من هذه الأيام ومداه .

قوله : { وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا } خلق كل سماء خَلْقَها من الملائكة ومختلف الأجرام من شموس وأقمار وكواكب ونجوم وأفلاك .

قوله : { وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا } جعل الله في كل سماء ما يزينها من الكواكب المضيئة التي تفيض عليها بالجمال والبهاء والإشراق { وَحِفْظًا } أي وحفظها الله حفظا من الشياطين أن يسترقوا السمع فيستمعوا إلى الملأ الأعلى .

قوله : { ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ } أي ما تقدم ذكره من جلال الخَلْق وعظمة الصنع والبناء لهو تقدير الله ذي القوة البالغة والاقتدار العظيم الذي يحيط علمه بكل شيء{[4051]} .


[4050]:البيان لابن الأنباري ج 2 ص 337
[4051]:تفسير القرطبي ج 15 ص 343 وفتح القدير ج 4 ص 507- 508 وتفسير الطبري ج 24 ص 64