غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{فَقَضَىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَٰوَاتٖ فِي يَوۡمَيۡنِ وَأَوۡحَىٰ فِي كُلِّ سَمَآءٍ أَمۡرَهَاۚ وَزَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنۡيَا بِمَصَٰبِيحَ وَحِفۡظٗاۚ ذَٰلِكَ تَقۡدِيرُ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡعَلِيمِ} (12)

1

قوله { فقضاهن } قضاء الشيء إتمامه والفراغ منه مع الإتقان . والضمير إما راجع إلى السماء على المعنى لأنها سماوات سبع . وانتصب { سبع سماوات } على الحال . وإما مبهم مميز بما بعده . يروى أنه خلق الأرض في يوم الأحد والاثنين ، وخلق سائر ما في الأرض في يوم الثلاثاء والأربعاء ، وخلق السماوات وما فيها في يوم الخميس والجمعة ، وفرغ في آخر ساعة من يوم الجمعة ، فخلق فيها آدم وأسكنه الجنة وهي الساعة التي تقوم فيها القيامة . { وأوحى في كل سماء أمرها } أي أمر أهلها من العبادة والتكليف الخاص بكل منهم ، فبعضهم وقوف وبعضهم ركوع وبعضهم سجود ، وعلى هذا احتمل أن يكون خلق الملائكة مع السماوات وقبلها . وقيل : الإيحاء هاهنا التكوين والإيجاد وأمرها شأنها وما يصلحها { وزينا السماء الدنيا بمصابيح } أي بالنيرات المضيئة كالمصباح { وحفظناها } حفظاً من الشياطين المسترقة للسمع كما مرّ مراراً . وجوّز جار الله أن يكون { حفظاً } مفعولاً له على المعنى كأنه قال : وخلقنا المصابيح زينة { وحفظاً ذلك تقدير العزيز العليم } فلكمال عزته قدر على خلق ما خلق ولشمول علمه دبر ما دبر .

/خ24