النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{فَقَضَىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَٰوَاتٖ فِي يَوۡمَيۡنِ وَأَوۡحَىٰ فِي كُلِّ سَمَآءٍ أَمۡرَهَاۚ وَزَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنۡيَا بِمَصَٰبِيحَ وَحِفۡظٗاۚ ذَٰلِكَ تَقۡدِيرُ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡعَلِيمِ} (12)

قوله عز وجل : { فقضاهن سبع سماوات في يومين } أي خلقهن سبع سماوات في يومين ، قيل يوم الخميس والجمعة . قال السدي : سمي يوم الجمعة لأنه جمع فيه خلق السماوات وخلق الأرضين . وقالت طائفة خلق السماوات قبل الأرضين في يوم الأحد والاثنين ، وخلق الأرضين والجبال في يوم الثلاثاء والأربعاء ، وخلق ما سواهما من العالم يوم الخميس والجمعة . وقالت طائفة ثالثة أنه خلق السماء دخاناً قبل الأرض ثم فتقها سبع سماوات بعد الأرضين والله أعلم بما فعل فقد اختلفت فيه الأقاويل وليس للاجتهاد فيه مدخل .

{ وأوحى في كلِّ سماءٍ أمرها } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : معناه أسكن في كل سماء ملائكتها ، قاله الكلبي .

الثاني : خلق في كل سماء خلقها خلق فيها شمسها وقمرها ونجومها وصلاحها ، قاله قتادة .

الثالث : أوحى إلى أهل{[2434]} كل سماء من الملائكة ما أمرهم به من العبادة ، حكاه ابن عيسى .

{ وزينا السماءَ الدنيا بمصابيح وحِفْظاً } أي جعلناها زينة وحفظاً .


[2434]:أهل ساقطة من ك.