الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَقَضَىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَٰوَاتٖ فِي يَوۡمَيۡنِ وَأَوۡحَىٰ فِي كُلِّ سَمَآءٍ أَمۡرَهَاۚ وَزَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنۡيَا بِمَصَٰبِيحَ وَحِفۡظٗاۚ ذَٰلِكَ تَقۡدِيرُ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡعَلِيمِ} (12)

قوله تعالى : { فقضاهن سبع سموات في يومين } – إلى قوله – { وكانوا يتقون [ 11-17 ] ، أي : فأحكمهن ، وفرغ من خلقهن سبع سماوات في يومين ، وذلك{[60151]} : يوم الخميس ويوم الجمعة .

قال السدي : ثم استوى إلى السماء وهي دخان من تنفس الماء حين تنفس فجعلها سماء واحدة ، ثم فتقها{[60152]} فجعلها سبع سماوات في يوم الخميس ويوم الجمعة ، وإنما سمي يوم الجمعة لأنه جمع فيها خلق السماوات والأرض{[60153]} .

وقوله : { وأوحى في كل سماء أمرها } معناه : وألقى{[60154]} . في كل سماء ما أراد . من الخلق . قال مجاهد ، معناه : وألقى في كل سماء ما أمر به وأراده .

وقال السدي : معناه : وخلق في كل سماء من الملائكة والبحار والجبال{[60155]} ما أراد مما لا يعلم{[60156]} .

وقال قتادة : معناه : وخلق فيها شمسها وقمرها ونجومها وصلاحها{[60157]} .

وقيل : المعنى : وأوحى في كل سماء من الملائكة بما أراد من أمرها{[60158]} .

ثم قال تعالى : { وزينا السماء الدنيا بمصابيح } ، يعني : بالكواكب .

قال السدي : جعل النجوم زينة وحفظا من الشياطين{[60159]} .

وانتصب ( حفظا ) على المصدر{[60160]} . قال الأخفش : معناه : وحفظناها حفظا{[60161]} . لأن جعله فيها الكواكب يدل على أنه حفظها ، لأنه{[60162]} اسم عطف على فعل فلا بد من إضمار فعل لتعطفه على الفعل الذي قبله وتنصب{[60163]} به حفظا .

وقيل : التقدير : وجعلنا المصابيح حفظا من استراق السمع . وهذا كله مردود على أول الكلام في المعنى . والتقدير : قل أئنكم لتكفرون بمن هذه قدرته ، وتجعلون له أمثالا وأشكالا تعبدونها من دونه .

وقوله : { ذلك تقدير العزيز العليم } أي : جميع ما ذكر من الخلق والآيات من تدبير العزيز في نقمته من أعدائه العليم بسرائر خلقه وبكل شيء لا إله إلا هو .


[60151]:فوق السطر في (ت).
[60152]:وأصل الفتق: الشق والفتح والفصل بين المتصلين، وهو ضد الرتق انظر: المفردات 371، والنهاية في غريب الحديث 3/197 (مادة: فتق)، واللسان (مادة: فتق).
[60153]:انظر: جامع البيان 24/54.
[60154]:(ح): ألقى.
[60155]:ساقط من (ح).
[60156]:انظر: جامع البيان 24/64.
[60157]:انظر: هذه الأقوال في جامع البيان 24/64، والمحرر الوجيز 14/169، وجامع القرطبي 15/345.
[60158]:قائلة: الفراء في معانيه 3/13.
[60159]:انظر: جامع الفراء 24/64. وجاء في المحرر الوجيز 14/169 بزيادة ونقص.
[60160]:وقال بهذا الإعراب أبو عبيدة في مجازه 2/196.
[60161]:انظر: معاني الأخفش 2/681، وجاء في جامع البيان 24/64 منسوبا إلى بعض نحويي البصرة.
[60162]:ساقط من (ح).
[60163]:(ت): وينصب.