التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{وَقَالُواْ لَوۡ شَآءَ ٱلرَّحۡمَٰنُ مَا عَبَدۡنَٰهُمۗ مَّا لَهُم بِذَٰلِكَ مِنۡ عِلۡمٍۖ إِنۡ هُمۡ إِلَّا يَخۡرُصُونَ} (20)

{ وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم } الضمير في { قالوا } للكفار ، وفي { عبدناهم } للملائكة ، وقال ابن عطية : للأصنام والأول أظهر وأشهر ، والمعنى احتجاج احتج به الذين عبدوا الملائكة ، وذلك أنهم قالوا : لو أراد الله أن لا نعبدهم ما عبدناهم ، فكونه يمهلنا وينعم علينا : دليل على أنه يرضى عبادتنا لهم ، ثم رد الله عليهم بقوله : { ما لهم بذلك من علم } يعني : أن قولهم بلا دليل وحجة ، وإنما هو تخرص منهم .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَقَالُواْ لَوۡ شَآءَ ٱلرَّحۡمَٰنُ مَا عَبَدۡنَٰهُمۗ مَّا لَهُم بِذَٰلِكَ مِنۡ عِلۡمٍۖ إِنۡ هُمۡ إِلَّا يَخۡرُصُونَ} (20)

قوله : { وقالوا لو شاء الرحمان ما عبدناهم } قال المشركون الضالون : لو أراد الله أن لا نعبد هذه التماثيل التي هي على صورة الملائكة لما عبدناها ، ولكان قد حال بيننا وبين أن نعبدها ، أو لأنزل بنا عقابه بعبادتها . وإنما لم ينزل بنا عقابه لرضاه بعبادتنا إياها .

تلك كانت حجة المشركين السفهاء فرد الله احتجاجهم الباطل بقوله : { مّا لهم بذلك من علم } أي ليس لهم فيما قالوه من أن الله لو شاء أن لا يعبدوا الملائكة ما عبدوها ، من علم ، بل قالوا ذلك جهلا وسفها بغير علم وهو قوله : { إن هم إلاّ يخرصون } أي ما قالوا ذلك إلا تقولا وافتراء وتخريصا{[4132]} .


[4132]:تفسير الطبري جـ 25 ص 35، 36 وتفسير ابن كثير جـ 4 ص 125 وفتح القدير جـ 4 ص 550.