التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{فَتَوَلَّىٰ بِرُكۡنِهِۦ وَقَالَ سَٰحِرٌ أَوۡ مَجۡنُونٞ} (39)

{ فتولى بركنه } معنى { تولى } أعرض عن الإيمان وركنه سلطانه وقوته .

{ وقالوا ساحر أو مجنون } أي : قالوا إن موسى ساحر أو مجنون : فأو للشك أو للتقسيم ، وقيل : بمعنى الواو وهذا ضعيف ولا يستقيم هنا .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{فَتَوَلَّىٰ بِرُكۡنِهِۦ وَقَالَ سَٰحِرٌ أَوۡ مَجۡنُونٞ} (39)

قوله : { فتولى بركنه وقال ساحر أو مجنون } ركنه أي جنده وملئه ومنعته . يعني أعرض فرعون مدبرا متعززا بعساكره ومنعته وما لديه من عزة وسلطان . وقيل : تولى بجموعه الكثيرة من الأجناد والعشيرة والأعوان { وقال ساحر أو مجنون } وهذه حيلة الظالم المتعجرف الفارغ الذي ليس في جعبته شيء من دليل أو حجة إلا المعاندة والغرور والانتفاش الموهوم . فلم يبرح هذا الطاغوت الشقي حتى قذف كليم الله موسى بالسحر لما أجراه الله على يديه من المعجزات ، أو الجنون ، وهو النبي العالم الفطن . وذلكم ضلال فاضح واستكبار صارخ لا يجدي أمامه إلا العقاب النازل من عند الله ليحل بالطغاة المجرمين . وقد كان ذلك . وهو قوله سبحانه : { فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليمّ وهو مليم } .