البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{فَتَوَلَّىٰ بِرُكۡنِهِۦ وَقَالَ سَٰحِرٌ أَوۡ مَجۡنُونٞ} (39)

{ فتولى بركنه } : أي ازور وأعرض ، كما قال : { ونأى بجانبه } وقيل : بقوته وسلطانه .

وقال ابن زيد : بركنه : بمجموعه .

وقال قتادة : بقومه .

{ وقال ساحر أو مجنون } : ظن أحدهما ، أو تعمد الكذب ، وقد علم أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم حقاً .

وقال أبو عبيدة : أو بمعنى الواو ، ويدل على ذلك أنه قد قالهما ، قال : { إن هذا لساحر عليم } و { قال إن رسولكم الذين إرسل إليكم لمجنون } واستشهد أبو عبيدة بقول جرير :

أثعلبة الفوارس أو رباحاً *** عدلت بهم طهية والحشايا

ولا ضرورة تدعو إلى جعل أو بمعنى الواو ، إذ يكون قالهما ، وأبهم على السامع ، فأو للإبهام .