تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَٱذۡكُرِ ٱسۡمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلۡ إِلَيۡهِ تَبۡتِيلٗا} (8)

وقوله : { وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلا } أي : أكثر من ذكره ، وانقطع إليه ، وتفرغ لعبادته إذا فرغت من أشغالك ، وما تحتاج إليه من أمور دنياك ، كما قال : { فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ } [ الشرح : 7 ] أي : إذا فرغت من مهامك فانصب في طاعته وعبَادَته ، لتكون فارغ البال . قاله ابن زيد بمعناه أو قريب منه .

وقال ابن عباس ومجاهد ، وأبو صالح ، وعطية ، والضحاك ، والسدي : { وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلا } أي : أخلص له العبادة .

وقال الحسن : اجتهد وبتّل إليه نفسك .

وقال ابن جرير : يقال للعابد : متبتل ، ومنه الحديث المروي : أنه نهى عن التَّبتُّل ، يعني : الانقطاع إلى العبادة وترك التزوج . {[29436]}


[29436]:- (5) في م: "التزويج".
 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَٱذۡكُرِ ٱسۡمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلۡ إِلَيۡهِ تَبۡتِيلٗا} (8)

وقال سهل : { واذكر اسم ربك } يراد اقرأ بسم الله الرحمن الرحيم في ابتداء صلاتك ، { وتبتل } معناه : انقطع من كل شيء إلا منه وأفرغ إليه . قال زيد بن أسلم : التبتل رفض الدنيا ومنه تبتل الحبل ، وقولهم في الهبات ونحوها بتلة{[11394]} ، ومنه البتول ، و { تبتيلاً } مصدر على غير الصدر{[11395]} .


[11394]:في اللسان : "ومنه: طلقها بتة بتلة، قال ذو الرمة: رخيمات الكلام مبتلات جواعل في البرى قصبا خدالا أراد: مبتلات الكلام مقطعات له.
[11395]:لأن صدر الكلام يقتضي أن يقول: "تبتلا" ليتفق مع قوله سبحانه: (وتبتل) لكنه قال: (تبتيلا) لأن معنى تبتل : بتل نفسه، فجيء على المعنى مراعاة لحق الفواصل.