قوله : { تَبْتِيلاً } :مصدرٌ على غير الصدرِ وهو واقعٌ موقعَ التَّبَتُّل ؛ لأنَّ مصدرَ تَفَعَّل نحو : تَصَرَّفَ تَصَرُّفاً ، وتكرَّمَّ تكرُّماً . وأمَّا التفعيلُ فمصدرُ فَعَّل نحو : صَرَّف تَصْرِيفاً . ومثلُه قولُ الشاعر :
وقد تَطَوَّيْتُ انْطِواءَ الحِضْبِ ***
فأوقعَ الانفعالَ مَوْقِعَ التَّفَعُّل . قال الزمخشري : " لأنَّ معنى تَبَتَّل : " بَتَّلَ نفسَه ، فجيْءَ به على معناه مراعاةً لحَقِّ الفواصِل " . والتبتُّل : الانقطاعُ . ومنه " امرأة بتولٌ " ، أي : انقطَعَتْ عن النِّكاحِ ، وبَتَلْتُ الحَبْلَ : قَطَعْتُه . قال الليث : البَتْلُ : تمييزُ الشيءِ من الشيءِ . وقالوا : " طَلْقَةٌ بَتْلَةٌ " ، و " هِبَةٌ بَتْلَةٌ " يعنونَ انقطاعها عن صاحبِها ، فالتبتيلُ تَرْكُ النِّكاحِ ، والزهدُ فيه . والمرادُ به في الآيةِ الكريمة الانقطاعُ إلى عبادةِ اللهِ تعالى دونَ تَرْكِ النكاحِ ، وفي الحديث : " أنَّه نَهَى عن التبتُّل " ، أي : الانقطاع عن النِّكاح ، ومنه سُمِّي الراهبُ " مُتَبتِّلاً " لانقطاعِه عن النكاحِ . قال امرؤ القيس :
تُضِيْءُ الظلامَ بالعَشِيِّ كأنَّها *** منارةُ مُمْسَى راهِبٍ مُتَبَتِّلِ
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.