فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَٱذۡكُرِ ٱسۡمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلۡ إِلَيۡهِ تَبۡتِيلٗا} (8)

{ واذكر اسم ربك } أي ادعه بأسمائه الحسنى ، وقيل اقرأ باسم ربك في ابتداء صلاتك وقيل اذكر اسم ربك في وعده ووعيده لتوفر على طاعته وتبعد عن معصيته ، وقيل المعنى دم على ذكر ربك وتلاوة القرآن ودراسة العلم ليلا ونهارا ، واستكثر من ذلك على أي وجه كان من تسبيح وتهليل وتحميد وصلاة وقراءة قرآن ، قاله القاضي كالكشاف ، وقال الكلبي : المعنى صل لربك وقال المحلي : أي قل بسم الله الرحمن الرحيم في ابتداء قراءتك انتهى تبع فيه سهلا وزاد عليه سهل توصلك ببركة قراءتها إلى ربك وتقطعك عما سواه ، ذكره الكرخي ، ومعنى في ابتداء قراءتك سواء قرأت في الصلاة أو في خارجها ، وهذا إذا قرأ من أول سورة ، وأما إذا قرأ من أثناء سورة فإنه إن كان في غير الصلاة سن له أن يبسمل ، وإن كان فيها لم تسن له البسملة لأن قراءة السورة بعد الفاتحة تعد قراءة واحدة فتأمل .

{ وتبتل تبتيلا } أي انقطع إليه انقطاعا بالاشتغال لعبادته ، والتبتل الانقطاع يقال تبتلت الشيء أي قطعته وميزته عن غيره ، وصدقة بتلة أي منقطعة من مال صاحبها ، ويقال للراهب تبتل لانقطاعه عن الناس ، ووضع تبتيلا مكان تبتلا لرعاية الفواصل ، قال الواحدي والتبتل رفض الدنيا وما فيها والتماس ما عند الله ، وقيل المعنى أخلص إليه إخلاصا ، وقيل توكل عليه توكلا .