فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَٱذۡكُرِ ٱسۡمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلۡ إِلَيۡهِ تَبۡتِيلٗا} (8)

{ واذكر اسم ربك }

وادع الله مولاك بأسمائه الحسنى ، وقال الكلبي : صل لربك بالنهار . وحسنه بعض علماء القرآن ، فإنه لما ذكر صلاة الليل ذكر صلاة النهار ، إذ هو قسيمه ، وقد قال الله تعالى : { وهو الذي جعل الليل والنهار خلفه لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا }{[8019]} .

{ وتبتل إليه تبتيلا ( 8 ) }

أي انقطع بعبادتك إليه ، ولا تشرك به غيره ، ومنه : مريم البتول لانقطاعها إلى الله تعالى .

ولا يراد بالتبتل الانقطاع عن الناس ، بدليل قوله تبارك اسمه : { يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما احل الله لكم . . }{[8020]} قال ابن العربي : وأما اليوم قد حرجت عهود الناس ، وخفت أماناتهم ؛ واستولى الحرام على الحطام ، فالعزلة خير من الخلطة ، والغربة أفضل من التأهل . ولكن معنى الآية –هنا- : انقطع عن الأوثان والأصنام ، وعن عبادة غير الله .


[8019]:- سورة الفرقان. الآية 62.
[8020]:- سورة المائدة. من الآية 87.