تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{يُدۡخِلُ مَن يَشَآءُ فِي رَحۡمَتِهِۦۚ وَٱلظَّـٰلِمِينَ أَعَدَّ لَهُمۡ عَذَابًا أَلِيمَۢا} (31)

ثم قال : { يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا } أي : يهدي من يشاء ويضل من يشاء ، ومن يهده فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .

[ آخر سورة " الإنسان " ]{[29621]} [ والله أعلم ]{[29622]}


[29621]:- (2) زيادة من م، أ.
[29622]:- (3) زيادة من أ.
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{يُدۡخِلُ مَن يَشَآءُ فِي رَحۡمَتِهِۦۚ وَٱلظَّـٰلِمِينَ أَعَدَّ لَهُمۡ عَذَابًا أَلِيمَۢا} (31)

يدخل من يشاء في رحمته بالهداية والتوفيق للطاعة والظالمين أعد لهم عذابا أليما نصب الظالمين بفعل يفسره أعد لهم مثل أوعد وكافأ ليطابق الجملة المعطوف عليها وقرئ بالرفع على الابتداء .

ختام السورة:

عن النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة هل أتى كان جزاؤه على الله جنة وحريرا .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{يُدۡخِلُ مَن يَشَآءُ فِي رَحۡمَتِهِۦۚ وَٱلظَّـٰلِمِينَ أَعَدَّ لَهُمۡ عَذَابًا أَلِيمَۢا} (31)

يجوز أن تكون الجملة مستأنفة استئنافاً بيانياً ناشئاً عن جملة { وما تشاءون إلاّ أن يشاء الله } [ الإنسان : 30 ] إذْ يتساءل السامع على أثر مشيئة الله في حال من اتخذ إلى ربه سبيلاً ومن لم يتخذ إليه سبيلاً ، فيجاب بأنه يُدخل في رحمته من شاء أن يتخذ إليه سبيلاً وأنه أعد لمن لم يتخذ إليه سبيلاً عذاباً أليماً وأولئك هم الظالمون .

ويجوز أن تكون الجملة خبر { إنَّ } في قوله : { إن الله } [ الإنسان : 30 ] وتكون جملة { كان عليماً حكيماً } [ الإنسان : 30 ] معترضة بين اسم { إن } وخبرها أو حالاً ، وهي على التقديرين منبئة بأن إجراء وصفي العليم الحكيم على اسم الجلالة مراد به التنبيه على أن فعله كله من جزاء برحمةٍ أو بعذاب جارٍ على حسب علمه وحكمته .

وانتصب { الظالمين } على أنه مفعول لفعل محذوف يدل عليه المذكور على طريقة الاشتغال والتقدير : أوْعد الظالمين ، أو كَافأ ، أو نحوَ ذلك مما يقدره السامع مناسباً للفعل المذكور بعده .