المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{يُدۡخِلُ مَن يَشَآءُ فِي رَحۡمَتِهِۦۚ وَٱلظَّـٰلِمِينَ أَعَدَّ لَهُمۡ عَذَابًا أَلِيمَۢا} (31)

{ والظالمين } نصب بإضمار فعل تقديره ويعذب الظالمين أعد لهم{[11536]} ، وفي قراءة ابن مسعود «وللظالمين أعد لهم » بتكرير اللام ، وقرأ جمهور السبعة «وما تشاؤون » بالتاء على المخاطبة . وقرأ ابن كثير وأبو عمرو «يشاؤون » بالياء ، وقأ ابن الزبير وأبان بن عثمان وبان أبي عبلة «والظالمون » بالرفع ، قال أبو الفتح : وذلك على ارتجال جملة مستأنفة . ( انتهى ) .

نجز تفسير سورة { الإنسان } بحمد الله وعونه .


[11536]:قال الزجاج: "نصب (الظالمين) لأن قبله منصوب، أي: يدخل من يشاء في رحمته، ويعذب الظالمين، أي المشركين، ويكون (أعد لهم) تفسيرا لهذا المضمر، كما قال الشاعر: أصبحت لا أحمل السلاح ولا أملك رأس البعير إن نفرا والذئب أخشاه إن مررت به وحدي وأخشى الرياح والمطرا أي: أخشى الذئب أخشاه، والاختيار النصب، وإن جاز الرفع، تقول: أعطيت زيدا وعمرا أعددت له برا، فيختار النصب، أي: وبررت عمرا، أو أبر عمروا".