الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يُدۡخِلُ مَن يَشَآءُ فِي رَحۡمَتِهِۦۚ وَٱلظَّـٰلِمِينَ أَعَدَّ لَهُمۡ عَذَابًا أَلِيمَۢا} (31)

- ثم قال : ( يدخل من يشاء في رحمته )

أي : يوفق من يشاء إلى التوبة فيدخله {[72691]} بذلك في رحمته {[72692]} .

- ثم قال تعالى : ( والظالمين أعد لهم عذابا اليما )

أي : والذين ظلموا أنفسهم فلم يتوبوا من كفرهم حتى ماتوا عليه أعد لهم في الآخرة عذابا مؤلما ، أي : موجعا {[72693]} ، وهو عذاب النار {[72694]} .

فالمعنى أن الله عز ذكره ( أعلمنا في ) {[72695]} هذه الآية [ أنه يشاء أن ] {[72696]} يعذب الكفار وأن يرحم أهل طاعته . وانتصب ( الظالمين ) على إضمار فعل ( في ) {[72697]} معنى " ( أ ) عد {[72698]} " ، كأنه قال : ويعذب الظالمين {[72699]} ، و [ ولا يضمر ] {[72700]} " أعد " لأنه [ لا يتعدى ] {[72701]} إلا بحرف ، فلا بد من إضمار فعل يتعدى بغير حرف {[72702]} يدل عليه " أعد " ، وهو " يعذب " أو شبهه {[72703]} .


[72691]:- أ: ليدخله.
[72692]:- انظر جامع البيان 39/227.
[72693]:- في مفردات الراغب: 17 (ألم): "الألم: الوجع الشديد، يقال أَلَمَ، يأْلَمُ، أَلَماً، فهو آلِمٌ... وقد آلَمْتُ فلانا، وعذاب أليم، أي: مؤلم" وفي اللسان: (وجع): "الوَجَعُ اسم جامع لكل مرض مؤلم، والجمع: أَوْجَاعٌ".
[72694]:- انظر جامع البيان 39/227.
[72695]:- ما بين قوسين بياض في أ.
[72696]:- م: انه ان نشا ا ن.
[72697]:- ساقط من أ.
[72698]:- ساقط من ث.
[72699]:- انظر معاني الزجاج 5/254 وإعراب النحاس 5/109 والجمل للزجاجي: 40 والمحتسب 2/344 والمحرر 16/195 وتفسير القرطبي 19/153.
[72700]:- م: ولا تضموا، ث: ولا تضم.
[72701]:- م: لا يتعد.
[72702]:- ث: حدف.
[72703]:- يشبه أن يكون هذا الكلام ردا على الطبري في جامع البيان 29/227 قال: "ونصب قوله {والظالمين} لأن الواو ظرف "لأعد"، والمعنى: وأعدّ للظالمين عذابا أليما".