تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱصۡرِفۡ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَۖ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا} (65)

أي : ملازما دائما ، كما قال الشاعر{[21588]} :

إنْ يُعَذّب يَكُنْ غَرَامًا ، وإن يُعْ *** ط جزيلا فإنه لا يُبَالي

ولهذا قال الحسن في قوله : { إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا } : كل شيء يصيب ابن آدم ويزول عنه فليس بغرام ، وإنما الغرام اللازم ما دامت السموات والأرض . وكذا قال سليمان التيمي .

وقال محمد بن كعب [ القرظي ]{[21589]} : { إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا } يعني : ما نعموا في الدنيا ؛ إن الله سأل الكفار عن النعمة فلم يردوها إليه ، فأغرمهم فأدخلهم النار .


[21588]:- هو الأعشى - ميمون بن قيس - والبيت في تفسير الطبري (19/23).
[21589]:- زيادة من أ.
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱصۡرِفۡ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَۖ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا} (65)

{ والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما } لازما ومنه الغريم لملازمته ، وهو إيذان بأنهم مع حسن مخالطتهم مع الخلق واجتهادهم في عبادة الحق وجلون من العذاب مبتهلون إلى الله تعالى في صرفه عنهم لعدم اعتدادهم بأعمالهم ووثوقهم على استمرار أحوالهم .