تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير  
{لَهُمۡ فِيهَا فَٰكِهَةٞ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ} (57)

وقوله : { لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ } أي : من جميع أنواعها ، { وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ } أي : مهما طلبوا وجدوا من جميع أصناف الملاذ .

قال ابن أبي حاتم : حدثنا محمد بن عوف الحمصي ، حدثنا عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار ، حدثنا محمد بن مهاجر ، عن الضحاك المَعَافري ، عن سليمان{[24782]} بن موسى ، حدثني كُرَيْب ؛ أنه سمع أسامة بن زيد يقول{[24783]} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ألا هل مُشَمِّر إلى الجنة ؟ فإن الجنة لا خَطر لها هي - ورب الكعبة - نور كلها يتلألأ وريحانة تهتز ، وقصر مَشيد ، ونهر مُطَّرد ، وثمرة نضيجة ، وزوجة حسناء جميلة ، وحلل كثيرة ، ومقام في أبد ، في دار سلامة ، وفاكهة خضرة وحَبْرَة ونعمة ، ومحلة عالية بَهيَّة » . قالوا : نعم يا رسول الله ، نحن المشمرون لها . قال : «قولوا : إن شاء الله » . قال القوم : إن شاء الله .

وكذا رواه ابن ماجه في " كتاب الزهد " من سننه ، من حديث الوليد بن مسلم ، عن محمد بن مُهَاجر ، به . {[24784]}


[24782]:- في أ : "سليم".
[24783]:- في ت : "روى ابن أبي حاتم عن أسامة بن زيد قال".
[24784]:- سنن ابن ماجه برقم (4332) وقال البوصيري في الزوائد (3/325) : "هذا إسناد فيه مقال، الضحاك المعافري ذكره ابن حبان في الثقات، وقال الذهبي في طبقات التهذيب : مجهول وسليمان الأموى مختلف فيه وباقي رجال الإسناد ثقات".