البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{لَهُمۡ فِيهَا فَٰكِهَةٞ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ} (57)

ويدعون مضارع ادعى ، وهو افتعل من دعا ، ومعناه : ولهم ما يتمنون .

قال أبو عبيدة : العرب تقول ادع علي ما شئت ، بمعنى تمن عليّ وتقول فلان في خبر ما تمنى .

قال الزجاج : وهو من الدعاء ، أي ما يدعونه أهل الجنة يأتيهم .

وقيل : يدعون به لأنفسهم .

وقيل : يتداعونه لقوله ارتموه وتراموه .

وقرأ الجمهور : سلام بالرفع .

وهو صفة لما ، أي مسلم لهم وخالص . انتهى .

ولا يصح إن كان ما بمعنى الذي ، لأنها تكون إذ ذاك معرفة .

وسلام نكرة ، ولا تنعت المعرفة بالنكرة .

فإن كانت ما نكرة موصوفة جاز ، إلا أنه لا يكون فيه عموم ، كحالها بمعني الذي .