اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{لَهُمۡ فِيهَا فَٰكِهَةٞ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ} (57)

وقوله : { لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ } إشارة إلى أن لا جوع هناك لأن التفكه لا يكون لدفع ألم الجوع{[46441]} .

قوله : { وَلَهُمْ مَّا يَدَّعُونَ } في «ما » هذه ثلاثة أوجه : موصولة اسمية ( أو ) نكرة موصوفة والعائد على هذين محذوف ( أو ) مصدرية{[46442]} . و «ويَدَّعُونَ » مضارع ادَّعى افْتَعَلَ من دَعَا يَدْعُو ؛ وأُشْربَ{[46443]} التمني{[46444]} . قال أبو عبيدة : العرب تقول : «ادَّع عليَّ ما شِئْتَ » أي تَمَنَّ ، و «فُلاَنٌ في خَيْر مَا يَدَّعِي » أي ما يتمنى{[46445]} ، وقال الزجاج : هو من الدعاء أي ما يدعونه أهل الجنة يأتيهم{[46446]} ، من : دَعوتُ غلاميَ . فيكون{[46447]} الافتعال بمعنى الفعل كالاحتمال بمعنى الحمل والارتحال بمعنى الرحل . وقيل : افتعل بمعنى تفاعل أي ما يتداعونه كقولهم : ارْتَمَوْا{[46448]} وَتَرَاموا ، و «ما » مبتدأ{[46449]} وفي خبرها وجهان :

أظهرهما : أنه الجار قبلها{[46450]} .

والثاني : أنه «سَلاَم »{[46441]} أي مسلم{[46442]} خالص أو ذو سَلاَمةٍ .


[46441]:السابق أخيرا.
[46442]:السمين في الدر 4/527 والتبيان 1085 والبيان 2/300 والمشكل 2/230 وما بين الأقواس زيادات للسياق.
[46443]:في ب وأثرت لحن ظاهر.
[46444]:انظر: اللسان دعا 1387.
[46445]:انظر: مجاز القرآن 2/164.
[46446]:معاني القرآن وإعرابه 4/292 ووافقه الزمخشري في الكشاف 3/327.
[46447]:قاله الرازي 26/93.
[46448]:هذا قول الزمخشري في كشافه 3/327.
[46449]:المشكل 2/230 والتبيان 1085 والبيان 2/300.
[46450]:المراجع السابقة.