الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{لَهُمۡ فِيهَا فَٰكِهَةٞ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ} (57)

قوله : { مَّا يَدَّعُونَ } : في " ما " هذه ثلاثةُ أوجه : موصولةٌ اسميةٌ ، نكرةٌ موصوفةٌ ، والعائد على هذين محذوفٌ ، مصدريةٌ . / ويَدَّعُون مضارعُ ادَّعَى افْتَعَلَ مِنْ دعا يَدْعو . وأُشْرِبَ معنى التمني . قال أبو عبيدة : " العربُ تقول : ادَّعِ عَلَيَّ ما شِئْتَ أي تَمَنَّ " ، وفلانٌ في خيرِ ما يَدَّعي ، أي : ما يتمنى . وقال الزجاج : " هو من الدعاء أي : ما يَدَّعُوْنه ، أهلُ الجنة يأتيهم ، مِنْ دَعَوْتُ غلامي " . وقيل : افْتَعَل بمعنى تفاعَلَ . أي : ما يتداعَوْنه كقولهم : ارتَمَوْا وترامَوْا بمعنىً . و " ما " مبتدأةٌ . وفي خبرها وجهان ، أحدهما : - وهو الظاهر - أنَّه الجارُّ قبلَها . والثاني : أنه " سلامٌ " . أي : مُسَلَّمٌ خالِصٌ أو ذو سلامةٍ .