السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{لَهُمۡ فِيهَا فَٰكِهَةٞ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ} (57)

وقوله تعالى : { لهم } أي : خاصة بهم { فيها فاكهة } أي : لا تنقطع أبداً ولا مانع لهم من تناولها ولا يتوقف ذلك على غير الإرادة إشارة إلى أن لا جوع هناك ؛ لأن التفكه لا يكون لدفع الجوع { ولهم ما يدعون } أي : يتمنون .

تنبيه : في ما هذه ثلاثة أوجه : موصولة اسمية نكرة موصوفه ، والعائد على هذين محذوف مصدرية ، ويدعون مضارع ادعى افتعل من دعا يدعو أشرب معنى التمني ، وقال الزجاج : هو من الدعاء أي : ما يدعونه أهل الجنة يأتيهم من دعوت غلامي فيكون الافتعال بمعنى : الفعل كالاحتمال بمعنى : الحمل والارتحال بمعنى : الرحل ، وقيل : افتعل بمعنى : تفاعل أي : ما يتداعونه كقولهم : ارتموا وتراموا بمعنى واحد .