فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{لَهُمۡ فِيهَا فَٰكِهَةٞ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ} (57)

وجملة : { لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ } مبينة لما يتمتعون به في الجنة من المآكل والمشارب ونحوها ويتلذذون به من الملاذ الجسمانية والروحانية بعد بيان ما لهم فيها من مجالس الأنس ومحافل القدس ، أي ولهم فيها فاكهة كثيرة من كل نوع من أنواع الفواكه .

{ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ } ما هذه هي الموصولة ، والعائد محذوف أو موصوفة أو مصدرية ، ويدعون مضارع ادعى . قال أبو عبيد : يدعون يتمنون والعرب تقول ادع على ما شئت أي تمن وفلان في خير ما يدعى أي يتمنى . قال الزجاج : هو من الدعاء أي ما يدعونه أهل الجنة يأتيهم من دعوت غلامي فيكون الافتعال بمعنى الفعل كالاحتمال بمعنى الحمل ، والارتحال بمعنى الرحل . قيل افتعل بمعنى تفاعل أي ما يتداعونه كقولهم : ارتموا وتراموا .

وقيل : المعنى أن من ادعى منهم شيئا فهو له لأن الله قد طبعهم على أن لا يدعي أحد منهم شيئا إلا وهو يحسن ويحمل به أن يدعيه ، وقرئ يدعون بالتخفيف ومعناه واضح ، قال ابن الأنباري : والوقف على { يدعون } وقف حسن ، ثم يبتدئ .