تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير  
{وَقَاسَمَهُمَآ إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ ٱلنَّـٰصِحِينَ} (21)

{ وَقَاسَمَهُمَا } أي : حلف لهما بالله : { إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ } فإني من قَبْلكما هاهنا ، وأعلم بهذا المكان ، وهذا من باب المفاعلة والمراد أحد الطرفين ، كما قال خالد بن زهير ، ابن عم أبي ذؤيب :

وقاسَمَها بالله جَهْدا لأنتمُ *** ألذّ من السلوى إذ ما نشورها{[11620]}

أي : حلف لهما بالله [ على ذلك ]{[11621]} حتى خدعهما ، وقد يخدع المؤمن بالله ، فقال : إني خُلقت قبلكما ، وأنا أعلم منكما ، فاتبعاني أرشدكما . وكان بعض أهل العلم يقول : " من خادعنا بالله خُدعنا له " .


[11620]:البيت في تفسير الطبري (12/350) وعزاه المحقق لأشعار الهذليين (1/158).
[11621]:زيادة من د، ك، م، أ.