الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَقَاسَمَهُمَآ إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ ٱلنَّـٰصِحِينَ} (21)

{ وَقَاسَمَهُمَآ } أي أقسم وحلف لهما ، وقاسم من المفاعلة أي يختصّ الواحد مثل المعافاة المعاقبة والمناولة .

قال خالد بن زهير :

وقاسمهما بالله جهداً لأنتم *** ألذ من السلوى إذا ما نشورها

قال قتادة : حلف لهما بالله عزّ وجلّ حتّى خدعهما وقد يخدع المؤمن بالله فقال : إني خُلقت قبلكما وأنا أعلم منكما فاتبعاني أرشدكما ، وكان بعض أهل العلم يقول : من خادعنا بالله خدعنا .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " المؤمن غر كريم ، والفاجر خبُّ لئيم " .

[ وحدّثنا ] أبو القاسم الحبيبي في بعضها . قال : أنشدنا أبو الحسن المظفّر بن محمد بن غالب قال : أنشدنا نفطويه :

إن الكريم إذا تشاء خدعته *** وترى اللئيم مجرباً لا يخدع

{ إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ }