الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَقَاسَمَهُمَآ إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ ٱلنَّـٰصِحِينَ} (21)

{ وَقَاسَمَهُمَا } وأقسم لهما { إِنّي لَكُمَا لَمِنَ الناصحين } .

فإن قلت : المقاسمة أن تقسم لصاحبك ويقسم لك تقول : قاسمت فلاناً حالفته ، وتقاسما تحالفا . ومنه قوله تعالى : { تَقَاسَمُواْ بالله لَنُبَيّتَنَّهُ } [ النمل : 49 ] . قلت : كأنه قال لهما : أقسم لكما إني لمن الناصحين ، وقالا له أتقسم بالله إنك لمن الناصحين ، فجعل ذلك مقاسمة بينهم . أو أقسم لهما بالنصحية وأقسما له بقبولها . أو أخرج قسم إبليس على زنة المفاعلة ، لأنه اجتهد فيه اجتهاد المقاسم .