فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَقَاسَمَهُمَآ إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ ٱلنَّـٰصِحِينَ} (21)

قوله : { وَقَاسَمَهُمَا إِنّي لَكُمَا لَمِنَ الناصحين } أي حلف لهما فقال : أقسم قساماً أي حلف ، ومنه قول الشاعر :

وقاسمهما بالله جهداً لأنتما *** ألذّ من السلوى إذا ما نشورها

وصيغة المفاعلة وإن كانت في الأصل تدلّ على المشاركة ، فقد جاءت كثيراً لغير ذلك . وقد قدّمنا تحقيق هذا في المائدة ، والمراد بها هنا المبالغة في صدور الأقسام لهما من إبليس . وقيل : إنهما أقسما له بالقبول ، كما أقسم لهما على المناصحة .

/خ23