لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَقَالُواْ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِي نُزِّلَ عَلَيۡهِ ٱلذِّكۡرُ إِنَّكَ لَمَجۡنُونٞ} (6)

قوله عز وجل { وقالوا } يعني مشركي مكة { يا أيها الذي نزل عليه الذكر } يعني القرآن وأرادوا به محمداً صلى الله عليه وسلم { إنك لمجنون } إنما نسبوه إلى الجنون لأنه صلى الله عليه وسلم ، كان يظهر عند نزول الوحي عليه ما يشبه الغشي ، فظنوا أن ذلك جنون فلهذا السبب نسبوه إلى الجنون ، وقيل : إن الرجل إذا سمع كلاماً مستغرباً من غيره فربما نسبه إلى الجنون ، ولما كانوا يستبعدون كونه رسولاً من عند الله ، وأتى بهذا القرآن العظيم أنكروه ونسبوه إلى الجنون ، وإنما قالوا : يا أيها الذي نزل عليه الذكر على طريق الاستهزاء وقيل : معناه يا أيها الذي نزل عليه الذكر في زعمه ، واعتقاده واعتقاد أصحابه وأتباعه إنك لمجنون في ادعائك الرسالة .