نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَقَالُواْ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِي نُزِّلَ عَلَيۡهِ ٱلذِّكۡرُ إِنَّكَ لَمَجۡنُونٞ} (6)

ثم لما أجابهم بهذا الجواب الدال على تمام القدرة وكمال العلم الدالين على الوحدانية ، عطف على ما تقدم أنه في قوة الملفوظ قوله دالاً على تركهم الجواب إلى التعنت والسفه : { وقالوا } أي لم يجوزوا أنهم يودون ذلك ، بل استمروا على العناد وقالوا : { يأيها الذي } ولما كان تكذيبهم بالتنزيل نفسه ، بني للمفعول قوله : { نزل عليه } أي بزعمه { الذكر } وبينوا أنهم ما سموه تنزيلاً إلا تهكماً ، فقالوا مؤكدين لمعرفتهم بأن قولهم منكر : { إنك لمجنون } أي بسبب ادعائك أن الله أنزل عليك ذكراً والذي تراه جني يلقى إليك تخليطاً ، فكان هذا دليلاً على عنادهم ، فإنهم أقاموا الشتم مقام الجواب عما مضى صنعه المغلوب المقطوع في المناظرة ،