لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ فِي شِيَعِ ٱلۡأَوَّلِينَ} (10)

قوله سبحانه وتعالى : { ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين } لما تجرأ كفار مكة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وخاطبوه بالسفاهة وهو قولهم : إنك لمجنون وأساؤوا الأدب عليه أخبر الله سبحانه وتعالى نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم أن عادة الكفار في قديم الزمان مع أنبيائهم ، كذلك فلك يا محمد أسوة في الصبر على أذى قومك بجميع الأنبياء ففيه تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم ، وفي الآية محذوف تقديره ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك يا محمد ، فحذف ذكر الرسل لدلالة الإرسال عليه ، وقوله تعالى في شيع الأولين : الشيعة هم القوم المجتمعة المتفقة كلمتهم وقال الفراء : الشيعة هم الأتباع وشيعة الرجل أتباعه . وقيل : الشيعة من يتقوى بهم الإنسان . وقوله من شيع الأولين من باب إضافة الصفة إلى الموصوف .