لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا دَاوُۥدَ وَسُلَيۡمَٰنَ عِلۡمٗاۖ وَقَالَا ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي فَضَّلَنَا عَلَىٰ كَثِيرٖ مِّنۡ عِبَادِهِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (15)

قوله تعالى { ولقد آتينا داود وسليمان علماً } يعني علم القضاء والسياسة ، وعلم داود تسبيح الطير والجبال ، وعلم سليمان منطق الطير والدواب { وقالا الحمد لله الذي فضلنا } يعني بالنبوة والكتاب والملك وتسخير الجن والإنس { على كثير من عباده المؤمنين } أراد الكثير الذي فضلا عليهم من لم يؤت علماً أو لم يؤت مثل علمهما ، وفيه أنهما فضلا على كثير وفضل عليهما كثير وقيل إنهما لم يفضلا أنفسهما على الكل ، وذلك يدل على حسن التواضع .