اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا دَاوُۥدَ وَسُلَيۡمَٰنَ عِلۡمٗاۖ وَقَالَا ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي فَضَّلَنَا عَلَىٰ كَثِيرٖ مِّنۡ عِبَادِهِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (15)

قوله تعالى : { وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ عِلْماً } الآية . . والمراد بالعلم أي : علم القضاء ومنطق الطير والدواب وتسبيح الجبال ، والمعنى : طائفة من العلم ، أو علماً سنياً عزيزاً{[38422]} .

قوله : «وَقَالاَ » ، قال الزمخشري : فإن قلت : أليس هذا موضع الفاء دون الواو ، كقولك : أعطيته فشكر ، ومنعته فصبر ؟ قلت : بلى ، ولكن عطفه بالواو إشعار{[38423]} بأنَّ ما قالاه بعض ما أحدث فيهما إيتاء العلم وشيءٌ من مواجبه ، فأضمر ذلك ثم عطف عليه التحميد ، كأنه{[38424]} قال : ولقد آتيناهما علماً{[38425]} فعملا به وعلماه وعرفاه حقَّ معرفته ، وقالا الحمد لله{[38426]} ، انتهى .

وإنَّما نكر «عِلْما » تعظيماً له ، أي علماً سنياً ، أو دلالة على التبعيض{[38427]} ، لأنه قليل جداً بالنسبة إلى علمه تعالى .

فصل :

المعنى : { وَقَالاَ الحمد لِلَّهِ الذي فَضَّلَنَا } بالنبوة والكتاب وتسخير الشياطين ، والجن والإنس { على كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ المؤمنين }{[38428]} ، ولم يفضلوا أنفسهم{[38429]} على الكل ، وذلك يدل على حسن التواضع .


[38422]:انظر الكشاف 3/135، الفخر الرازي 24/185.
[38423]:في ب: وإشعار. وهو تحريف.
[38424]:في ب: كأنهما.
[38425]:في ب: علماً به. وهو تحريف.
[38426]:الكشاف 3/135.
[38427]:في ب: التخصيص.
[38428]:انظر البغوي 6/264.
[38429]:في ب: أنفسهما.