لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{فَتَبَسَّمَ ضَاحِكٗا مِّن قَوۡلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوۡزِعۡنِيٓ أَنۡ أَشۡكُرَ نِعۡمَتَكَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَٰلِدَيَّ وَأَنۡ أَعۡمَلَ صَٰلِحٗا تَرۡضَىٰهُ وَأَدۡخِلۡنِي بِرَحۡمَتِكَ فِي عِبَادِكَ ٱلصَّـٰلِحِينَ} (19)

{ فتبسم ضاحكاً من قولها } قيل أكثر ضحك الأنبياء تبسم وقيل معنى ضاحكاً متبسماً ، وقيل : كان أوله التبسم وآخره الضحك ( ق ) عن عائشة رضي الله عنها قالت : « ما رأيت النبي صلّى الله عليه وسلّم مستجمعاً قط ضاحكاً حتى أرى منه لهواته إنما كان يتبسم » عن عبد الله بن الحارث بن جزء قال « ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم » أخرجه الترمذي . فإن قلت : ما كان سبب ضحك سليمان . قلت شيئان : أحدهما ما دل من قولها على ظهور رحمته ورحمة جنوده وشفقتهم ، وذلك قولها وهم لا يشعرون يعني أنهم لو شعروا ما يفعلون . الثاني سروره بما آتاه الله مما لم يؤت أحداً من إدراك سمعه ، ما قالته النملة وقيل : إن الإنسان إذا رأى أو سمع ما لا عهد له به تعجب وضحك ، ثم إن سليمان حمد ربه على ما أنعم به عليه { وقال رب أوزعني } أي ألهمني { أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين } أي أدخلني في جملتهم ، وأثبت اسمي مع أسمائهم واحشرني في زمرتهم . قال ابن عباس : يريد مع إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ومن بعدهم من النبيين وقيل : أدخلني الجنة مع عبادك الصالحين .