لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ ٱلۡقَصَصُ ٱلۡحَقُّۚ وَمَا مِنۡ إِلَٰهٍ إِلَّا ٱللَّهُۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (62)

قوله تعالى : { إن هذا } يعني الذي قص عليك يا محمد من خبر عيسى عليه السلام وأنه عبد الله ورسوله { لهو القصص الحق } وأصله من القصص وهو تتبع الأثر ، والقصص الخبر الذي تتتابع فيه المعاني { وما من إله إلاّ الله } إنما دخلت من لتوكيد النفي والمعنى أن عيسى ليس بإله كما زعمت النصارى ففيه رد عليهم ونفي جميع من ادّعى من المشركين أنهم آلهة وإثبات الإلهية لله تعالى وحده لا شريك له في الإلهية { وإن الله لهو العزيز } أي الغالب المنتقم ممن عصاه وخالف أمره وادّعى معه إلهاً آخر { الحكيم } يعني في تدبيره وفيه رد على النصارى لأن عيسى لم يكن كذلك .