السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ ٱلۡقَصَصُ ٱلۡحَقُّۚ وَمَا مِنۡ إِلَٰهٍ إِلَّا ٱللَّهُۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (62)

{ إن هذا } أي : الذي قص عليك من نبأ عيسى { لهو القصص } أي : الخبر { الحق } الذي لا شك فيه ، وقرأ قالون وأبو عمرو والكسائي بسكون الهاء من لهو والباقون بالرفع حيث جاء وهو إما فصل بين اسم إن وخبرها وإمّا مبتدأ والقصص الحق خبره والجملة خبران .

فإن قيل : لم جاز دخول اللام على الفصل ؟ أجيب : بأنه إذا جاز دخولها على الخبر كان دخولها على الفصل أولى ؛ لأنه أقرب إلى المبتدأ وأصلها أن تدخل على المبتدأ { وما من إله إلا الله } إنما صرح فيه بمن المزيدة للاستغراق تأكيداً للردّ على النصارى في تثليثهم { وإن الله لهو العزيز } في ملكه { الحكيم } في صنعه فلا أحد يساويه في القدرة التامة والحكمة البالغة فلا يشاركه في الألوهية .