لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{إِنَّمَا نُطۡعِمُكُمۡ لِوَجۡهِ ٱللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمۡ جَزَآءٗ وَلَا شُكُورًا} (9)

{ إنما نطعمكم لوجه الله } أي لأجل وجه الله تعالى : { لا نريد منك جزاء ولا شكوراً } قيل إنهم لم يتكلموا به ولكن علم الله ذلك من قلوبهم . فأثنى به عليهم ، وقيل قالوا ذلك منعاً للمحتاجين من المكافأة ، وقيل قالوا ذلك ليقتدي بهم غيرهم في ذلك وذلك أن الإحسان إلى الغير تارة يكون لأجل الله تعالى لا يراد به غيره . فهذا هو الإخلاص ، وتارة يكون لطلب المكافأة أو لطلب الحمد من الناس أو لهما ، وهذان القسمان مردودان لا يقبلهما الله تعالى لأن فيهما شركاً ، ورياء فنفوا ذلك عنهم بقولهم إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكوراً .